أمير الإبداع نــــــــــــــــــائـــب الـمـــــــــديـر
نوع جوالي : Galaxy الجنس : عدد المساهمات : 148 نقاط : 4264 تاريخ الميلاد : 13/12/1992 تاريخ التسجيل : 25/07/2013 العمر : 31 اعيش في : syria العمل/الترفيه : طالب جامعي المزاج : جيد
| موضوع: كلام جميل لابن القيم عن كبائر الذنوب الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:11 am | |
|
الذنوب كبائر وصغائر
لابن القيم
قد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم والأئمة ، على أن من الذنوب كبائر وصغائر ، قال الله تعالى : { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما } [ سورة النساء : 31 ] .
وقال تعالى : { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم } [ سورة النجم : 32 ] .
وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : { الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر }.
وهذه الأعمال المكفرة لها ثلاث درجات :
إحداها : أن تقصر عن تكفير الصغائر لضعفها وضعف الإخلاص فيها والقيام بحقوقها ، بمنزلة الدواء الضعيف الذي ينقص عن مقاومة الداء كمية وكيفية .
الثانية : أن تقاوم الصغائر ولا ترتقي إلى تكفير شيء من الكبائر .
الثالثة : أن تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيها قوة تكفر بها بعض الكبائر .
فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة .
وفي الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : { اجتنبوا السبع الموبقات ، قيل : وما هن يا رسول الله ؟ قال : الإشراك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات } .
وفي الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل : أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال : { أن تجعل لله ندا وهو خلقك ، قيل : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ، قيل : ثم أي ؟ قال : أن تزني بحليلة جارك } فأنزل الله تعالى تصديقها : [ ص: 126 ] { والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون } [ سورة الفرقان : 68 ] .
عدد الكبائر
واختلف الناس في الكبائر : هل لها عدد يحصرها ؟ على قولين .
ثم الذين قالوا بحصرها اختلفوا في عددها ، فقال عبد الله بن مسعود : هي أربع ، وقال عبد الله بن عمر : هي سبع ، وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : هي تسعة ، وقال غيره : هي إحدى عشرة ، وقال آخر : هي سبعون .
وقال أبو طالب المكي : جمعتها من أقوال الصحابة ، فوجدتها : أربعة في القلب : الشرك بالله ، والإصرار على المعصية ، والقنوط من رحمة الله ، والأمن من مكر الله .
وأربعة في اللسان : شهادة الزور ، وقذف المحصنات ، واليمين الغموس ، والسحر .
وثلاث في البطن : شرب الخمر ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا .
واثنتان في الفرج : الزنا ، واللواط .
واثنتان في اليدين : القتل ، والسرقة .
وواحدة في الرجلين : الفرار من الزحف .
وواحد يتعلق بجميع الجسد : عقوق الوالدين .
والذين لم يحصروها بعدد ، منهم من قال : كل ما نهى الله عنه في القرآن فهو كبيرة ، وما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو صغيرة .
وقالت طائفة : ما اقترن بالنهي عنه وعيد من لعن أو غضب أو عقوبة فهو كبيرة ، وما لم يقترن به شيء من ذلك فهو صغيرة .
وقيل : كل ما ترتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة ، فهو كبيرة ، وما لم يرتب عليه لا هذا ولا هذا ، فهو صغيرة .
وقيل : كل ما اتفقت الشرائع على تحريمه فهو من الكبائر ، وما كان تحريمه في شريعة دون شريعة فهو صغيرة .
وقيل : كل ما لعن الله أو رسوله فاعله فهو كبيرة .
وقيل : كل ما ذكر من أول سورة النساء إلى قوله : { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } [ سورة النساء : 31 ] .
[ ص: 127 ]
الذين لم يقسموها إلى كبائر
والذين لم يقسموها إلى كبائر وصغائر ، قالوا : الذنوب كلها بالنسبة إلى الجراءة على الله سبحانه ومعصيته ومخالفة أمره ، كبائر ، فالنظر إلى من عصى أمره وانتهك محارمه ، يوجب أن تكون الذنوب كلها كبائر ، وهي مستوية في هذه المفسدة .
قالوا : ويوضح هذا أن الله سبحانه لا تضره الذنوب ولا يتأثر بها ، فلا يكون بعضها بالنسبة إليه أكبر من بعض ، فلم يبق إلا مجرد معصيته ومخالفته ، ولا فرق في ذلك بين ذنب وذنب .
قالوا : ويدل عليه أن مفسدة الذنوب إنما هي تابعة للجراءة والتوثب على حق الرب تبارك وتعالى ، ولهذا لو شرب رجل خمرا ، أو وطئ فرجا حراما ، وهو لا يعتقد تحريمه ، لكان قد جمع بين الجهل وبين مفسدة ارتكاب الحرام ، ولو فعل ذلك من يعتقد تحريمه ، لكان آتيا بإحدى المفسدتين ، وهو الذي يستحق العقوبة دون الأول ، فدل على أن مفسدة الذنب تابعة للجراءة والتوثب .
قالوا : ويدل على هذا أن المعصية تتضمن الاستهانة بأمر المطاع ونهيه وانتهاك حرمته ، وهذا لا فرق فيه بين ذنب وذنب .
قالوا : فلا ينظر العبد إلى كبر الذنب وصغره في نفسه ، ولكن ينظر إلى قدر من عصاه وعظمته ، وانتهاك حرمته بالمعصية ، وهذا لا يفترق فيه الحال بين معصية ومعصية ، فإن ملكا مطاعا عظيما لو أمر أحد مملوكيه أن يذهب في مهم له إلى بلد بعيد ، وأمر آخر أن يذهب في شغل له إلى جانب الدار ، فعصياه وخالفا أمره ، لكانا في مقته والسقوط من عينه سواء .
قالوا : ولهذا كانت معصية من ترك الحج من مكة وترك الجمعة وهو جار المسجد ، أقبح عند الله من معصية من ترك من المكان البعيد ، والواجب على هذا أكثر من الواجب على هذا ، ولو كان مع رجل مائتا درهم ومنع زكاتها ، ومع آخر مائتا ألف درهم فمنع من زكاتها ؛ لاستويا في منع ما وجب على كل واحد منهما ، ولا يبعد استواؤهما في العقوبة ، إذا كان كل منهما مصرا على منع زكاة ماله ، قليلا كان المال أو كثيرا .
الامام ابن القيم مع تحيات منتديات بريق :: أمير الإبداع [/size] | |
|
Admin ♫♫♪☼ مــؤســــس الـمـنـتـدى ☼♪♫♫
نوع جوالي : Galaxys GT-19000 الجنس : عدد المساهمات : 430 نقاط : 5120 تاريخ الميلاد : 11/11/1996 تاريخ التسجيل : 06/06/2013 العمر : 27 اعيش في : سورية يا حبيبتي العمل/الترفيه : طالب المزاج : رآآآآآآآآيق
| موضوع: رد: كلام جميل لابن القيم عن كبائر الذنوب الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 7:42 pm | |
| جزاك الله خيراً أخي الكريم على موضوعك المفيد | |
|